أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أننا "في أزمة مفصلية، أطاحت بالاستقلال والبلد، لأن الاستقلال دولة عادلة وسلطة ضامنة، دولة دون أوكار، دولة بلا حيتان مال وظيفتهم نهب البلد وتجويع الناس، الاستقلال يعني دولة حريصة جداً على شعبها وناسها، لأن الناس إذا جاعت، ربما تمكّنت منها يد الشياطين، فيما الشيطان الحقيقي هو من نهب البلد واستغل وجوده في السلطة لصالح مقاوليه وشركاته وأتباعه، فضيّع أمانة الله في البلاد والعباد".
ولفت قبلان إلى "أن أكثر الشعب وللأسف شريك في هذا الظلم، وذلك الفساد، خاصة من يتظلّم على طريقة استبدال فاسد بفاسد، أو طاغية بطاغية، أو يمعن بسحق هذا البلد أو يتعامل مع البلد على أنه متراس أو كانتون أو قطع طريق، أو غرف سوداء وأوكار. مع أن انتفاضة الشارع بغاية الأهمية بل هي ضرورة مقدسة، وهي بحجم وطن موضوع على حد السيف، لذلك، مرفوض أن تتحوّل الانتفاضة كنتوناً أو عملية ابتزاز، أو وسيلة تصفية سياسية، خاصة أن مجموع المعطيات تؤكّد أن بعض شرائح الحراك مرتبط جداً بغرف وأوكار ليست لمصلحة البلد، وبمفاتيح لها ارتباط أسود في السفارات وغيرها، وهذا ممنوع وغير مسموح به حتى لا يضيع البلد، فيما صوت الناس ووجعهم وفقرهم وبؤسهم وحقهم أمر مقدس".
وطالب قبلان "بضرورة حماية الحراك من الأوكار والمفاتيح السوداء والجمعيات المقنّعة والعقليات التي تستثمر بالحقد والكراهية، وبعض الشخصيات السيئة التاريخ، أو تلك المرتبطة بعقلية الخوّات، والحواجز على الطرقات، وحض المتظاهرين على العداوة. على أن الشعب اللبناني كلّه ضدّ الفساد والنهب والسرقة والاستئثار والصفقات، ضد الطائفية وتقاسم الدولة وتمليك البلد للمقاولين والعائلة، لكن البلد ضيّق، والناس كلها تعرف بعضها. من الطبيعي جداً أن لا تتظاهر شريحة تحت يافطة اجتماعية ممسوكة من قناع أسود أو إقطاعي ما زال إلى اليوم يتعامل بها في الطريق".
وأكّد قبلان على "ضرورة أن نربح الحراك ومشروع الدولة معاً، وهذا يفترض حماية الحراك، وحماية الدولة من السقوط، والصيد المباغت. خاصة أن مطالعة فيلتمان فضحت المؤامرة، وأكّدت أن الأمريكي وبكل وضوح لا يريد لبنان قوياً أو بلداً ثرياً بخلفية النفط، بل يريد بلداً مضطرباً وضعيفاً وممزقاً من الداخل؛ وتاريخ الأمريكي بالبلد سيء للغاية، لكن الأسوأ من ذلك جماعة المقاولين الذين يتعاملون مع السفارة الأمريكية من باب تجار وطن".